Article English here

 

بقلم موسى الشديدي

 

الزواج يكاد يكون موضوعاً لا يمكن الهرب من الخوض فيه، فبين الحديث الذي دار في مجتمعاتنا بشكل واسع في الأونة الأخيرة عن زواج المثليين بعد تشريعه في الولايات المتحدة وبين حديثنا الدائم حول اجبار الأفراد (خصوصا النساء والمثليين/ات) على الزواج في مجتمعاتنا وتزويجهم/هن دون موافقتهم/هن والخوف من العزوبية في سن الثلاثين وغيرها.

بشار مراد الفلسطيني المقدسي يستمر في كسر الصور النمطية المجتمعية من خلال فنه لكن هذه المرة بالعربي لأن “الكل عم بتجوز” حوليه، ليكون هذا عنوان أغنيته الجديدة من إنتاج مؤسسة صابرين للتطوير الفني، التي تبدأ وهو يردد “وعود وعود وعود، مش رح نتعلم من اللي فات” فمراد هنا يحاول أن يثير انتباهنا إلى تاريخ مؤسسة الزواج القامع الذي ما زلنا نحن جيل اليوم نعاني من أثاره في تنميط العلاقات بشكل محدد ومؤذي، وانتاج مساحة للتسلط والهيمنة المبنية على النوع الاجتماعي، وكذلك إلى دورنا في اعادة إنتاج تلك المؤسسة بأشكال مختلفة حتى مع علمنا بانها كانت مؤذية للجيل السابق، وما قد أحب تأويله شخصياً ليس فقط على عدم تعلم جيلنا من اخطاء الجيل السابق بل وايضاً عدم تعلم المثليين من اخطاء الغيريين ومحاولة اعادة انتاج الزواج في المجتمع المثلي أيضاً، دون التساؤل حول سلبيات ذلك في بعض السياقات ووضعها على طاولة النقاش، يستكمل مراد تفكيك الزواج والضغط الذي يسببه على الافراد باكثر من طريقة “الشغلة مش اني ما بدي، الشغلة انو بيتي على قدي” فهذه العبارة تطرح نوعين من الضغوط الأول اجتماعي يحاول من خلاله المجتمع دفع الأفراد نحو الزواج والتسويق له على أنه النموذج الوحيد المطروح والناجح في الحياة ما يجعلنا جميعا مستنسخين لذات النمط وكأننا نرتدي القناع نفسه مراراً وتكراراً ونتشاركه مع الجميع ونورثه للأجيال وهذا بالفعل ما نراه في أحد مشاهد الفيديو كليب الخاص بالأغنية، والثاني هو الضغط الاقتصادي الذي يتطلب أن يلبي الشخص شروط اقتصادية معينة لا من أجل سعادته وتحقيق ذاته بل من أجل التخلص من ذلك الضغط النفسي والهرب من النقد المجتمعي، “قربنا عالتلاتين، مش عارف أعطي حياتي لمين” لقد مارست هذه الأغنية التلاعب بمعاني الكلمات بأمتياز، فالزواج بشكل رمزي هو موت من خلال أن يمنح الشخص حياته للمجتمع يقرر عنه ما يجب أن يحصل له، لنجد مراد واخيراً يتزوج في الفيديو وعندما يكشف عن وجه “عروسته” نكتشف بأن مراد نفسه تحت الطرحة البيضاء- محطماً بذلك احدى أكثر صور المجتمع النمطية عن الرجولة الخشنة – وكأن مراد يحاول الزواج من نفسه كحل قد يسكت المجتمع به، فما رأيكم؟ مش رح نحرقها أكتر من هيك…