كبش فدا هي الحملة الجديدة الخاصة بتحالف المنظمات الكويرية المصرية والتي تركز على بعض الديناميكيات السياسية والإجتماعية التي تخص قضايا مجتمع الميم في مصر مثل العدالة الإجتماعية والأبعاد السياسية التي تؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على موجات القبض على أفراد مجتمع الميم من الحكومة المصرية.

 

هناك مثل مصري يقول: ما تقدر على الحمار..اتشطر على البردعة*” وهذا يلخص علاقة مثلث الحكومة المصرية- الإسلاميين والمحافظين – ومجتمع الميم.

لا يستطيع أحد إنكار ان الطبقة المحافظة في مصر تشكل جزء لا يستهان به ولا يمكن تعويضه في حالة خسارة دعمه وتأييده بالنسبة للحكومات. فدائما ما تحاول الحكومة المصرية تحسين صورتها امام هذه الطبقة والإبتعاد عن أي تهمة أو شكوك بأنها لا تلتزم بالأخلاقيات والمعايير الخاصة بهذه الطبقة المحافظة.

في الخمسينيات من القرن الماضي وبعد حادثة المنشية بالإسكندرية تحديدا وتوقيع اتفاقية الجلاء بين عبد الناصر والحكومة الإنجليزية واتهام الإسلاميين لعبد الناصر بالتعاون مع المحتل ..قامت الأجهزة الامنية في مصر بحملة موسعة من الإعتقالات على جميع من كانوا ينتمون إلى التيار الإسلامي في مصر مثل سيد قطب وزينب الغزالي .. إلخ. ولكن من الواضح ان الحكومة في هذا الوقت رغبت في ان تكون بمنأى عن أن يتهمها أحد بالعلمانية أو الشيوعية… أو بمعنى آخر ان يقل تأييد الطبقة المتوسطة المحافظة لها خصوصا مع هجوم العديد من المفكرين الإسلاميين على عبدالناصر في هذا الوقت مثل محمد الغزالي والذي تم اعتقاله عام 1965 …. فجاء قانون مكافحة الدعارة والفجور لعام 1961 في خضم هذه الحرب لتحسين صورة الحكومة بانها حامي حمى الشرف والأخلاق للطبقة المحافظة في مصر لتدخل مصر في مرحلة جديدة من انتهاك الحريات الجنسية والجسدية استمرت لأكثر من 50 عاماً حتى الآن.

يتسم قانون الفجور المصري بطبيعته المطاطية سهلة الإستخدام والتركيب على أياً من التصرفات التي تراها الطبقة المحافظة غير لائقة… بداية من الرقص بدون ملابس تحتية إلى ممارسة الجنس خارج إطار الزواج … وطبعا من أهم هذه التصرفات هي المثلية الجنسية أو العبور الجندري … فطبعا هذه التصرفات قد تهدم المعبد المقدس للذكورية في البلاد.
في عام 2000… بدأ الأخوان المسلمين الظهور على الساحة مرة أخرى عن طريق ترشيح أعضائهم لانتخابات مجلس الشعب في هذا العام تحت شعار “الإسلام هو الحل” وقد كانت أحدى حملات الإخوان المسلمين الأكثر انتشاراً في عهد مبارك … بعد إفشال الإخوان المسلمين في الانتخابات احتاجت الحكومة لحملة أخرى من تطهير الأيدي… وقد كانت أول أكبر الحملات على مجتمع الميم في مصر في 2001 والمعروفة بالكوين بوت أو القاهرة 52 .

منذ 2013 وانتخاب السيسي رئيسا للجمهورية وطبعا بعد أحداث اشتباك دموية بين الأخوان المسلمين وبين الجيش المصري.. احتاجت الحكومة المصرية لحملات متتالية لتطهير الأيدي أمام الطبقة المحافظة والتي نتجت عن العديد من الهجمات على مجتمع الميم وتحديدا الرجال المثليين والنساء العابرات للجنس ومصححات الجنس والتي نتج عنها حتى الآن القبض على أكثر من 300 فرد من مجتمع الميم في قضايا متعلقة بالفجور والعمل بالجنس أمام المحاكم المصرية وكان أكبرها الحملة التي تلت حفلة “مشروع ليلى” بالقاهرة الجديدة والتي تلتها حملة من الاعتقالات على مجتمع الميم وصلت إلى ما يزيد عن ال80 فرد.

 

الهاشتاغ المستخدم:
#كبش_فدا #Scapegoat #LGBT #Egypt#