لماذا يرتبط مفهوم الشرف ارتباطًا وثيقًا بفكرة العذرية؟
لموروثات قديمة قد تعود إلى نشأة فكرة الملكية ذاتها، تم اعتبار الأسرة سواء المرأة أو الأطفال من ضمن ممتلكات الرجل الشخصية، وبالتالي صار الرجل يعتبر أن المرأة ليس من حقها حرية التصرف في نفسها باعتبارها ملكية مستقلة لها. ومع تحريم ممارسة الجنس خارج إطار الزواج في أغلب المعتقدات الدينية، اعتبر أن أي اتصال جنسي للمرأة (بغض النظر عن إن كان ذلك برضائها أم لا) هو بمثابة اعتداء على ممتلكات الرجل الشخصية سواء كان جسد المرأة، أو نسلها الذي قد ينتج عن ذلك الاتصال والذي أراد الرجل ضمانة لأن يكون هذا النسل خاص به وحده. ساعد على ذلك وجود ما يسمى بغشاء البكارة والذي اتخذ كعلامة على عذرية المرأة من عدمها.

 

كيف يؤثر مفهوم الشرف على رؤية المرأة لذاتها؟
تربى المرأة منذ صغرها على فكرة أن أهمية حياتها تتلخص في الحفاظ على عذريتها، مما يجعلها في حالة رعب دائم وقلق من فقدان تلك العذرية بأي طريقة، مما يؤدي بالتالي إلى رعب من فكرة الجنس بل ويؤدي في الكثير من الأحيان إلى فقدانها القدرة على التواصل مع جسدها، وإلى الخوف منه وكراهيته أحيانًا، يجعلها ذلك أيضًا ترى أن حفاظها على عذريتها هو هدفها الأسمى وأهم انجازاتها في الحياة، وفي حالة فقدانها يصيبها الهلع من أن يكتشف الآخرون ذلك ويلازمها الشعور بالذنب وبكونها عارًا.

 

كيف يؤثر مفهوم الشرف على الحياة الاجتماعية للمرأة؟
يساهم مفهوم الشرف إلى حد كبير في تقييد حرية المرأة، والحد من قدرتها على الحركة مما يقلل من فرصها في كافة مجالات الحياة ويحد من قدرتها على التواصل. كما أنه يجعلها ضحية للكبت العاطفي والجنسي مما يقلل إلى درجة كبيرة من إقبالها على الحياة ويجعلها عرضه إلى الكثير من المشاكل النفسية والسلوكية. كما أنه يضطرها غالبًا إلى إظهار شخصية أخرى مختلفة عن شخصيتها الحقيقية أمام المجتمع. بالإضافة إلى أنه يضعها دائمًا في موقف ضعف مما يجعلها عرضة للاستغلال والابتزاز بمختلف أشكالهما.

 

هل يدفع مفهوم الشرف المرأة عادة للزواج الاضطراري؟
بالطبع يحدث هذا كثيرًا للعديد من الأسباب وبأشكال مختلفة. فالأسرة عادة ما تعتبر الفتاة عبئ، عليهم التخلص منه بتزويجها في أقرب فرصة ممكنة، وتضطر الفتاة للموافقة غالبًا لأنها تربت على أن هذا هو هدفها الأسمى. كما أنها قد تضطر للزواج أحيانًا فقط ظنًا منها أنها سوف تتخلص من السجن العائلي الذي تعيش فيه. وكذلك فإنها في حالة فقدان عذريتها فإنها تجد نفسها مضطرة إلى الزواج بل والسعي إليه فقط “للمداراة على الفضيحة”. بل أنها أحيانًا في حالات التعرض للاغتصاب تجبر على الزواج من المغتصب لنفس السبب.

 

هل يؤثر مفهوم الشرف على الحياة الجنسية للمرأة؟
بسبب الخوف الذي يزرع في المرأة منذ صغرها من فكرة الجنس. فإن الكثير من النساء ما يفقدن القدرة على التواصل مع أجسادهن، مما يجعلهن غير قادرات على التعامل مع الجنس بأريحية وبشكل طبيعي، كما يجعلهن غير قادرات على التعبير عن احتياجاتهن الجنسية. بالإضافة إلى حرمان المرأة غالبًا من التجارب الجنسية، وبالتالي من الخبرات اللازمة لحياة جنسية سوية. وحتى النساء اللاتي تغلبن على هذا الخوف واستطعن تكوين خبرات، فإنهن غالبًا ما يتصنعن الجهل بالأمور الجنسية، بل والفخر بذلك في الكثير من الأحيان خوفًا من الوصم المجتمعي. أضف إلى ذلك الخوف المزمن على غشاء البكارة، الذي قد يدفع البعض لممارسات جنسية اضطرارية أحيانًا ما تكون مؤلمة أو غير مريحة كالجنس الشرجي على سبيل المثال.

 

بالشراكة مع مجموعة: The sex talk” بالعربي
العمل الفني: ياسمين دياز – Yasmine Diaz