بقلم شوشة
تحرير موسى الشديدي
العمل الفني: عود نصر

 

هي المرة قصتنا من العراق عن شب اسمه عمر* متعايش مع الإيدز، رح نتركه يعرفنا عنفسه بنفسه ويحكيلنا قصته من طقطق للسلام عليكم، “أنا شاب عراقي، عمري ٣١ سنه، ساكن في بغداد من عائلة بسيطة، والدي متقاعد ووضعنا المادي متوسط”. 


كيف كانت طفولتك؟ كيف يمكنك أن تصف لنا حياتك قبل اكتشاف العدوى؟

عشت طفولتي مثل أي طفل أحب الحياة وتربية الحيوانات وكانت حياتي زينة، بدون مشاكل وصعوبات، كنت سعيد بين دراسة وأصدقاء وأسرة، لكن مرت العائلة بظروف اقتصادية صعبة أجبرتني على ترك المدرسة والعمل في بيع الملابس النسائية.

واستمرت حياتي طبيعية بعد فترة تركت العمل بسبب ظروف خالي الصحية وسافرت معه خارج العراق لإجراء عملية له بسبب مرض السرطان لعدم توفر بعض متطلبات العلاج في العراق، بقيت وياه ٣ أشهر خارج العراق وبعد نجاح العملية عدنا لكن بعد فترة قصيرة جدا تدهورت حالته وأصبح غير قادر على الحركة، وأصبحت أنا المعين الوحيد له ومن يقضي جميع احتياجاته حتى وفاته في سنة ٢٠١٤ بعدها أصبحت حياتي أسوأ، مشاكل مع عائلتي وحالتي النفسية تدهورت وتركت العراق وسافرت إلى تركيا وسكنت مع شباب وكنت سعيد بحياتي الجديدة.


كيف عرفت عن إصابتك؟

بعد سنة عرفت أن والدي حالته الصحية صعبة، رجعت إلى العراق وإلى عائلتي وتوفي والدي بعدها، زادت المسؤوليات علي، عملت في أكثر من مجال لكسب العيش لعائلتي وأخوتي واستمرت حالتي طبيعية ولم أشتكي من شيء، بعد فترة لاحظت ألم أسفل الظهر ذهبت إلى الطبيب وأجريت الفحوصات وعرفت بأن لدي ناصور عملت عملية الناصور وذهب الألم لكن بعد يومين رجع أكثر من قبل، فذهبت إلى طبيب آخر وأجرى فحوصات مخبرية كاملة ومن ضمنها تحليل HIV من خلاله علمت أني أحمل هذا المرض، كنت في صدمة ولم أخبر أحد في البداية، بعدها عرفت والدتي بالأمر فأخذت تنصحني وترفع معنوياتي، وذهبت إلى المراكز المختصه لعمل الفحوصات والعلاج لكن تفاجأت بعدها بوجود علاج وبأنه يوجد أشخاص كثيرين حول العالم مصابين يأخذون العلاج و حياتهم طبيعية جدا

العمل الفني: عود نصر

هل هناك خدمات صحية فيما يتعلق بفيروس نقص المناعة البشري المكتسب في العراق؟
الأمر مختلف في العراق حيث لا يتوفر العلاج ولا حتى الفحوصات المخبرية الضرورية، مثل فحص الكم الفيروسي و فحوصات المناعة، هناك بعض المراكز الخاصة التي تقدم بعض الفحوصات اللازمة لكن الأسعار باهظة والمعاملة سيئة جدا، فتوقفت عن البحث أو زيارة المراكز الخاصة واكتفيت بالانتظار لحين ما أستطيع الحصول على العلاج. كنت أتألم خلال هذا الوقت بسبب الناصور الذي كان يجب علي إجراء عملية بسببه.


ما ردة فعل الأطباء عند معرفتهم بمرضك؟

طلبت خدمات و اجراءات طبية من كذا طبيب لكن عندما يعلمون بمرضي يرفضون إجراء العملية لي، بعض الأطباء وافقوا لكن كانوا يطلبون مبالغ خيالية لإجراء العملية بسبب حالتي وبعضهم يطلب مني شراء أجهزة وأدوات العلمية على حسابي، استمريت في البحث لمدة شهرين ولم أستطع إجراء العملية. 

بعدها اتصلت بطبيب في تركيا ووافق على إجراء العملية لي هناك، أستطعت جمع المبلغ المطلوب وسافرت إلى تركيا وأجريت العملية، بعد عودتي حاولت إيجاد حل لمشكلتي وإيجاد علاج، طلبت المساعدة من صديقي في أمريكا وأخبرته عن حالتي وأعطيته التحاليل إلا أنه تخلى عني بسبب مرضي وقاطعني تماما.


هل شاركت موضوع إصابتك مع أحد من المقربين غير هذا الصديق؟

ما قدرت أن أخبر أحد عن حالتي بسبب النظرة المجتمعية، خفت على عائلتي من كلام الناس حاولت بكل الطرق والوسائل الحصول على العلاج لكن لم أستطع، فتركت الأمر لأني لا أستطيع عمل شيء ولا استطيع السفر خارج العراق لشراء العلاج وإجراء الفحوصات، منذ 2017 وأنا عايش مع المرض.


ما هي حاجتك الأساسية حاليا؟

أمنيتي أن أخذ العلاج وتتحسن حالتي وأبقى على قيد الحياة. أحتاج أحد يساعدني للعلاج أو للسفر خارج العراق لتلقي العلاج والعناية الصحية اللازمة، لأن بالعراق الوضع الصحي جدا متدهور والعلاج غير متوفر لأبسط الأمراض، بالإضافة إلى أن غالبية الأطباء يحتقرون هذا المرض والمصابين به ويبتزوهم من خلال طلب مبالغ كبيرة جدا لإجراء أبسط الإجراءات الطبية الضرورية. 

هل من المقبول أن يرفض الطبيب عمل أي إجراء طبي لأي مريض بسبب وجود فيروس الـ  HIV في دمه؟ ألا يفترض من الطبيب أن يكون على دراية كاملة بكيفية الوقاية من العدوى والتي هي سهلة جدا؟؟ ألم يأخذ الطبيب عهدا على نفسه أن يقدم الخدمة الصحية لمن يحتاج إليها بدون أي شروط؟ أليس من المعيب أن يطلب الطبيب مبلغ إضافي للقبول بعمل الإجراء الطبي للمريض وكأن الطب تحول لتجارة وأداة ابتزاز؟ وهنا تبقى المشكلة الكبرى هي عدم توفر أدوية فيروس نقص المناعة البشري المكتسب في العراق، وهو ما يعرض كل المجتمع العراقي للخطر.