الصورة: العريس محمد أبو دقة وزوجته يرتديان الكمامت خلال جلسة تصوير في خان يونس – غزة، ٢٠٢٠
هذا الملحق من ملف عدد ‘الزواج و الأعراس’ – هيكل العدد هنا
 


عندما نعلم بأن عدد المثليين والمثليات الذين نخسرهم بسبب الانتحار في كندا والولايات المتحدة أكثر من الذين نخسرهم بسبب الإيدز وقتها ربما سنفهم تأثير جائحة pandemic الكورونا على الجنسانية بشكل مختلف، يمكننا أن نفهم بأن الوباء epidemic الحقيقي موجود بشكل دائم ولا يتم الحديث عنه أو حساب عدد إصاباته ووفياته كما يحدث في حالة كورونا، وهذا الوباء ليس متمحور حول الصحة الجسدية بل يستهدف الصحة النفسية للأفراد بشكل أساسي ويدفعهم لقتل أنفسهم، ففي السويد الدولة التي تسمح للمثليين بالارتباط المدني منذ 1995 وسمحت لهم بالزواج منذ 2009 ما تزال حالات انتحار المثليين أعلى بعشر أضعاف من حالات انتحار الغيريين وفق الدراسات، وما يزال الرجل المثلي المتزوج من رجل أكثر عرضة للانتحار بثلاث مرات من الرجل المتزوج من امرأة، وفي هولندا حيث زواج المثليين مشرع منذ 2001 ما تزال إصابة الرجال المثليين باضطرابات المزاج (مثل الاكتئاب والهوس) أعلى بثلاث مرات من الرجال الغيريين، وعلى الرغم من أن تقنين الزواج وبحسب الأرقام لا يبدو كفيلا بحماية المثليين من الانتحار ما زال الحراك المثلي يركز عليه كمطلب محوري بدلا من المطالبة برعاية نفسية مجانية أو مخفضة الأسعار يمكن لأفراد مجتمع الميم تحملها حتى نحميهم من هذا الوباء القاتل الذي قد يتحول بدوره إلى جائحة في ظل جائحة كورونا. إن كان هذا هو الحال في الأيام العادية، فكيف هو الحال في ظل تفشي جائحة كورونا وحظر التجول والانهيار الاقتصادي المصاحب له في العديد من الدول؟ وارتفاع العنف الأسري وتدهور الصحة النفسية للجميع بسبب الممارسات الصارمة لاحتواء الوباء قبل تفشيه؟ تلك التي عزلتنا عن دوائر دعمنا النفسي ووسائل تعاملنا مع الضغط، مجرد تخيل الأمر مرعب للغاية.


هل سننقرض بسبب قمع حرية التعبير؟

منذ سنوات ونحن نؤكد على أهمية احترام حرية التعبير، اليوم، العالم كله قد تجمد ونفقد الكثير من أهلنا وأحبائنا بسبب هذا الفيروس، لأن الحكومة الصينية ببساطة لم تعلن عن انتشار الفيروس في الوقت المناسب، وحاولت التستر على انتشاره وسمحت للمصابين به بالسفر حول العالم ونشره، واتهمت الطبيب لي وينليانج الذي حاول الحديث عن انتشار الفيروس بأنه يروج إشاعات ضد السلطات، وتم اعتقاله والتحقيق معه وتهديده ليكف عن التحذير من فيروس كورونا. ربما حان الوقت للحديث عن مدى تأثير تكميم الأفواه وقمع حرية التعبير على حياتنا وصحة من نحب، وعلى حالتنا النفسية ومعدل الانتحار وعلى جنسانيتنا، لطالما تم تكميم أفواهنا في السنوات السابقة بحجة أن ما نقدمه من معرفة ينشر “الشذوذ” و”الانحلال”، وسيؤدي إلى انقراض البشرية، واليوم نرى بأم أعيننا كيف أن سياسات تكميم الأفواه هي التي تسببت بوضع البشرية أمام خطر الانقراض لا نحن.

وكذلك نرى الحكومات التي كانت مشغولة بملاحقتنا والقبض علينا وتعذيبنا وتخويفنا تنهار، لا بسبب الفيروس بل لأنها كانت مشغولة بالقمع عن تطوير قطاعاتها الصحية، التي كنا نحاول دوما القول بأننا بحاجة إلى الاستثمار فيها بدلا من الاستثمار بالسجون والحروب، كل الأزمة التي نشهدها اليوم ليست نابعة من خطورة الفيروس بقدر ما هي نابعة من عدم وجود مستشفيات وأسرة وكوادر طبية كافية، فيبدو الوقت مناسبا أيضا للحديث حول القطاع الصحي ومدى سوئه، هذا القطاع الذي طردنا منه بسبب جنسانيتنا مرارا ولم يصغي السياسيين حول العالم لنا ونحن نطالب بإصلاحه وبحقنا في الصحة، لأنه لو متنا جميعا لن يجدون أحدا لتعذيبه أو سجنه أو ابتزازه جنسيا.

كل هذا يجعلنا نشعر وكأن خطر السياسيين أكبر من خطر كورونا بكثير وبأن الجائحة موجودة وستبقى وتتمدد، وهيمنتهم على حياتنا وأجسادنا سيتم تبريرها بحجة الفيروس، أن لم نتخذ الخطوات اللازمة ونرفع أصواتنا في الوقت المناسب، وهذا هو الهدف من هذا الملحق. (جميع مقالات هذا الملحق (أو أي مادة تتعلق بفيروس الكورونا) مدرج في آخر الصفحة.)

 

هذا الملحق من إعداد وتحرير موسى الشديدي

 

محتويات الملحق

 

الكورونا: تسمحلينا بالرقصة الأولى؟
هل الكورونا فرصة لكسر العادات والتقاليد التي يفرضها المجتمع علينا فيما يتعلق بالأعراس؟

 

 

 

وطن ع وتر ع تنمر ع تحرش
إلى متى ستقنع القنوات المحلية العنصرية والعنف الأسري والذكورية المسمومة وغيرها من الأمور الإشكالية بإسم الكوميديا؟

 

 

 

الملهى الإلكتروني
الكوير الأتراك يمتلكون الإنترنت خلال الكورونا عالم “ملهى كوڤيد” الرائع