English

الحوار بقلم: أيور
ترجمة: هبة مصطفى 
تصوير: تيريزا سواريز
تلبيس وأزياء: مورجان بيلفيت
مكياج: ليلا دروغو، ومساعدتها كميل جوتييه
شعر: قامت حَبِيبِتش بتصفيفه بنفسها
تصميم الغلاف: عاطف دغليس

تصميم الغلاف الفيديو: علاء السعدي
توثيق العمل خلف الكواليس، صور بعدسة: كامي لياج
توثيق العمل خلف الكواليس، فيديو بعدسة: ندى سرحان
شكر خاص إلى ورشة الفنانين في المنفى لاستضافتنا وإلى مرال بلوري للمساعدة
هذا المقال من ملف ‘يا ليل يا عين’ – هيكل العدد هنا


ملاحظة: تم التحديث في 22/09/2021

تولي حَبِيبِتش (هم/هن)، أو ليزا بنوفيلا، انتباههم/ن أكثر من أي وقت مضى للعنف المتفشي في المجتمع الفرنسي، سواء كان هذا العنف معاديًا للمسلمين/ات، أو عنصريًا، أو معاديًا للمثليين/ات، أو تمييزيًا ضد الأشخاص ذوي الإعاقة، تصف حبيبتش الذين/اللاتي وصلوا/وصلن إلى فرنسا فرارًا من الحرب الأهلية في الجزائر وهم/هن في الرابعة من عمرهم/ن فحسب نفسهم/ن بأنهم/ن راقصة قوية غير ثنائية الجندر يواصلون/يواصلن رسم ملامح معاركهم/ن السياسية انطلاقًا من الجراح الدائمة التي يسببها هذا العنف.

تعبّر حبيبتش عن نفسهم/ن، بصفتهم/ن كويرية يتم تصنيفهم/ن على أساس العرق من الشتات الجزائري، في النقاشات الاجتماعية والسياسية التي تدور في فرنسا حول الإسلام، والهجرة، والأقليات، وغالبًا ما تتعرض لتعليقات وهجمات عنيفة (تصل إلى الحد التهديد بالقتل) على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب نشاطهم/ن وهويتهم/ن الكويرية المعلنة وأصولها الشمال أفريقية، وتشكل ممارستهم/ن للرقص في الوقت عينه تطهيرًا وجمالًا ونضالًا وعلاجًا لهم/ن بصفتهم/ن ناشطة تحاول من خلال حركات جسدهم/ن إحاطة الجمهور بنضالاتهم/ن التي ترسم أصولها.

خصصت حبيبتش بعضًا من وقتهم/ن في خضم مشروعاتهم/ن الكثيرة للتحدث معي عبر تطبيق “زووم” حول قضايا الهوية، والأداء الفني، وسياسيات الرقص وقوته.


Tulle top – Morgane Bellefet. Swimsuit – Asos Design. Jewellery – Habibitch’s own. Strappy sandals – Paisley

لا يمكن لأحد أن يصفنا أفضل من أنفسنا، فكيف تصفون/تصفن أنفسكم/ن؟
أعتقد أنني أشكل تقاطعًا مثاليًا بين هويتيّ؛ فقد وًُلِدت في الجزائر لكني جزء من الشتات الغربي وكويرية تستخدم في الوقت ذاته كلمات إنجليزية عامية وكلمات عربية تقليدية، ويمكن القول بأن هذا يلخص شخصيتي، وبالطبع يمكننا إضافة “راقصة”.

أنتم/ن تعرّفون/تعرّفن أنفسكم/ن بأنكم/ن امرأة قوية غير ثنائية الجندرية من منطقة القبائل تقترح إعادة التفكير في مفهوم الرقص، فما الذي تعنيه لكم/ن كلمة الرقص وما أنواع الرقصات التي تستمتعون/تستمتعن برقصها؟
الرقص، بالنسبة لنا، علاج؛ فهو يتيح لنا البقاء على قيد الحياة، وإن بدا كلامنا هذا مبتذلًا، لكنه ليس طريقة للتعبير عن أنفسنا فحسب، بل كيف نتنفس وكيف نعبّر عن كل ما نمر به؛ فمن خلال الرقص نستطيع التعبير عن كل نضالاتنا – سواء كانت في الماضي أو الحاضر – أو أسئلتنا الوجودية أو ربما حتى أسئلة عادية.

وهذا الأمر مثير للضحك، فأنا لم أرقص منذ مدة طويلة، من أسبوعين، وهو ما يمثل لي مرآة جيدة تعكس ما نشعر به، ومن السيء أن نتوقف عن الرقص لمدة أسبوعين فهذا يعني أننا لسنا على ما يرام. الأمر أشبه بـالترمومتر. حتى عندما نشعر بالإحباط الشديد فإننا نبدأ في الرقص ونشعر بتحسن، لكن عندما لا تكون لدينا الطاقة للرقص فإن هذا يعني أن علينا الذهاب في عطلة وأخذ قسط من الراحة، وهذا ما آمل أن نفعله.
الرقص هو طريقتنا في التصالح مع جسدنا وعقلنا، ونحن نفعل هذا في الرقص، خاصةً وأن جسدنا يكتسب بُعدًا سياسيًا عندما نرقص (على سبيل الأداء الفني)، والرقصات التي نرقصها (الفوغنغ (voguing) والواكنغ (waacking)) رقصات سياسية لأنها تنحدر من مجتمعات محلية سياسية. الأمر برمته ثقيل بعض الشيء، لكنه – في الوقت عينه – يجعلنا نشعر أننا أكثر خفة في حياتنا.

Tulle bra and ruff piece – Morgane Bellefet. Jewellery – Habibitch’s own.

أثرتم/ن نقطة هامة عندما أشرتم/ن إلى علاقتكم/ن بالرقص باعتباره ناقلًا لصراعات الهوية، فما هي الهويات التي تحاولون/ن تمثيلها أو الدفاع عنها من خلال الرقص؟
على صعيد خارجي، لا نعتقد أنه سبق لأي شخص أن كان راقصًا محترفًا وناشطًا ومفكرًا في الوقت ذاته ونحن نمزج بين هذا كله باستمرار، وبالنسبة لنا هذا أكثر نشاط فني سياسي يمكنني القيام به على الإطلاق وكان هذا هو هدفنا ونحن سعداء للغاية أنه يتحقق فعلًا، والتقدير الذي نحظى به هو تقدير لهذا المزيج الخاص من الأشياء.

وعلى صعيد شخصي، ليس مفاجئًا أن ما نقوم بإبداعه متنوع بهذا القدر فنحن أنفسنا مزيج من عدة أشياء؛ فقد وُلدنا في الجزائر ونحن أسرة من جزائرية لكننا كويريون/ات للغاية ومثليون/ات للغاية أيضًا، وكل هذه الأشياء لا تجتمع معًا في أذهان الناس، بمعنى أنهم لا يعتقدون أن الشخص يمكن أن يكون جزائريًا/ة وكويريًا/ة وفخورًا/ة بكل هذه الهويات.

وتتمثل طبقة إضافية من هذا التنوع في كوننا راقصة لكننا لسنا/ن نحيفون/ات أو رشيقون/ات، ولهذا علينا أن نضع في الاعتبار أن لدينا طريقة غير معيارية في التعبير عن جسدنا، فكما ترين هناك الكثير من الطبقات التي ينطوي عليها التنوع.

ذكرتم/ن تاريخ الرقصتين اللتين ترقصونها – الفوغنغ والواكنغ – وأنهما غالبًا ما تكونان غير ظاهرتين في المزيج العام للرقصات التي نعرفها ونسمع عنها، بل إننا لا نسمع الكثير عن إطار الميم عين+ هذا المنحدر من الثقافة السوداء. فلماذا؟
الأمر يتغير بعض الشيء لأننا كنا نعمل على ذلك لبضعة أعوام، والآن يعرف الناس أن هناك رقصات أو حركات أو ثقافة كويرية من مجتمع الميم اخترعها أصحاب البشرة الملونة، لاسيما أصحاب البشرة السوداء، ومن الهام قول هذا أيضًا – أن معظمهم من أصحاب البشرة السوداء، وكوننا نتحدث عن تاريخ هذه الرقصات طوال الوقت هو أداة نستعملها للحديث عن التاريخ العنصري في أوروبا بوجه عام وطريقة للحديث عن قضايا العرق.

“تحرير حلبة الرقص من الاستعمار” كان الاسم الذي أُطلِقَ على هذا المؤتمر وهو مثير للغاية لأنه يساعد على الترويج له، لكن الأمر لا يتمحور في الواقع حول حلبة الرقص فحسب، فنحن نستخدم حلبة الرقص كوسيط للحديث عن قضايا العرق وعن العنصرية النظامية وعن الامتيازات والافتقار إلى العدالة اللازمة للقضاء على استعلاء البيض وامتيازات البيض وإلغاء العنصرية، وهي أداة لتناول هذه القضايا لأنها أداة تبدو متألقة وجميلة من الخارج لكنها تنطوي على الكثير جدًا من الطبقات، وهي أداة سياسية.

Tulle bra and ruff piece – Morgane Bellefet. Jewellery – Habibitch’s own.

إذا كان عليكم/ن إلى تلخيص “تحرير حلبة الرقص من الاستعمار” في جملة واحدة، فماذا ستكون؟
هذا تحدِ رائع! “تحرير حلبة الرقص من الاستعمار” أداة تعليمية تستخدم الثقافة المهمشة للحديث عن أشكال القمع الهيكلي. انتهى.

بما إننا نتحدث عن أدائكم/ن، غالبًا ما يحيط التوتر بالمسائل المتعلقة بالمساحات “غير المختلطة” أو الانفصالية في فرنسا، فهل تشكل لكم/ن حلبة الرقص جزءً من عملية استعادة السردية؟ هل ينبغي أن تكون هناك حلبات رقص انفصالية أو غير مختلطة أيضًا؟
حسنًا، العالم مكان غير مختلط بالفعل؛ فالعالم أبيض البشرة وغيري الميول الجنسية ومطابق الجندرية وغني ومتحيز ضد الأشخاص ذوي الإعاقة، لكننا لا نتحدث عن الأمر لأن هذه هي الكيفية التي يعمل بها القمع النظامي، فنحن لا نتحدث عن الهيمنة بل نتحدث عن الفائزين، وكوننا نحتاج إلى مساحات أكثر أمنًا أمر هام للغاية لأنه ردة فعل لكون العام عنصريًا للغاية فعلًا، لكن بطريقة لا نتحدث عنها.

وقد نشأت المساحات التي نتحدث عنها، قاعات الرقص، كرد فعل للألم الذي تسببه أشكال القمع النظامي، وقد أدى هذا إلى القدرة على الصمود لأن هذه القدرة لم تكن وليدة الإرادة أو صنع شيء جميل من الألم فحسب، بل المعاناة والمقاومة السياسية، ويتجلى هذا الأمر في قاعات الرقص كما يتجلى في موسيقى الهيب هوب، ويعرف الجميع موسيقى الهوب لأن تاريخها يتسم بالغيرية الجنسية.

ولهذا أيضًا نحاول التأكيد على أهميتها ونبلها الحقيقي بالنسبة للتاريخ الكويري ولتاريخ الكويرين/ات ذوي البشرة الملونة، وهذا أيضًا ما هو موجود على المحك في “تحرير حلبة الرقص من الاستعمار”، وبالطبع يتم اتهامنا بالانفصالية، خاصةً في فرنسا، لأن الفرنسيين يحبون انتقاد المجتمعات المهمشة كلما حاولوا القيام بشيء لأنفسهم، ونحن نعرّف أنفسنا بأننا نعتنق فلسفة “الجموعية” ونحن فخورون/ات بذلك.

Tulle bra and ruff piece – Morgane Bellefet. Jewellery – Habibitch’s own.

صححوني إذا كنت مخطئة، لكن تاريخ نشاطكم/ن يرجع إلى المظاهرة الأولى التي شاركتم/ن فيها بصحبة والدكم/ن الجزائري. فما هي علاقتكم/ن بالجزائر وكيف تعطونها مكانًا على حلبة الرقص؟
هذا سؤال معقد، لأننا نعرّف أنفسنا بأننا جزائريون/ات من الشتات، ومن الهام للغاية أن نضع أنفسنا في سياق الشتات الغربي لأننا جزائريون/ات وُلدنا في الجزائر ووالدينا جزائريين وثقافتنا جزائرية، لكننا في الوقت ذاته لم نستطع العيش هناك ونحن نعلم هذا ويجب أن نكون صادقين/ات بشأنه، فلم نكن لنعيش الحياة التي نعيشها لو أننا بقينا في الجزائر، وهذا شيء لا نحب قوله كثيرًا لأن ردة فعل البيض تكون: “حسنًا، يمكنك العودة إلى هناك إذا لم تكوني سعيدة” ولأننا لا نثق بالبيض بوجه عام، لكن بما إن محادثتنا سيقرأها أشخاص ينحدرون من خلفيات متنوعة فنشعر أننا نستطيع قول ذلك.

ومع هذا، الجزائر هامة بالنسبة لنا ونأمل أننا سنتمكن من العودة إليها يومًا ما، ونحن غالبًا ما نرجع إليها، أقصد قبل كوفيد، لكننا نأمل أن نعود وربما نرد الجميل للمجتمع الكويري ومجتمع الميم بتنظيم ورش، على سبيل المثال، لكننا لن نقوم بعمل شيء مثل “تحرير حلبة الرقص من الاستعمار” في الجزائر أو شمال أفريقيا لأنه أداء غربي وشيء موجّه للغرب والبيض في العالم الغربي، ونحن نشعر بأننا سنكون أشبه بالمستعمرين الجدد إذا عدنا إلى الجزائر وكان موقفنا: “هذه هي الطريقة التي نتحدث بها عن التقاطعية وهذه هي الطريقة التي نتحدث بها عن الامتيازات”، فأنا أكثر فهمًا للأمر من ذلك، لكن ربما سنشاركهم/ن معرفتي بالرقص لأنها شيء فيه من المساواة ما يتجاوز الاستعلاء، ونعتقد أن ما سنعود به إلى الجزائر يمكن أن يكون مشاركة التجارب والساحات والمعرفة بهذا الغرب، لكن هذا هو الشيء الوحيد الذي سنقوم به فعلًا.

Tulle top – Morgane Bellefet. Swimsuit – Asos Design. Jewellery – Habibitch’s own. Strappy sandals – Paisley

هل تشعرون/ن بأن الكويريين/ات الذين/اللاتي يتم تصنيفهم/ن على أساس العرق مثلكم/ن لديهم/ن حرية التعبير عن أنفسهم/ن في السياق الفرنسي؟ ما هي العوائق التي لا تزال تواجه الكويريين/ات من شمال إفريقيا في فرنسا اليوم؟
من الصعب، أولًا وقبل كل شيء، أن يكون المرء كويريًا/ة ومن الصعب، بل من الأصعب، أن يكون الشخص ملون البشرة، وأعتقد أننا يجب أن نبدأ بتعريف من هو “الشخص ملون البشرة” أيضًا لأننا لا نحب أن نُعرّف بهذه الطريقة، ولهذا نقول عن نفسنا جزائرية/شمال أفريقية – لأن “الأشخاص الملونين” مفهوم مستورد من الولايات المتحدة ولا ينطبق على فرنسا لأنه لا يلائم السياق العرقي ولا يظهر طيف عمليات التصنيف العرقي المختلفة التي حدثت في فرنسا بسبب ماضيها الاستعماري، كما لا ينطبق على فرنسا التي تحاول الخروج من هذا الصندوق، وعلى الرغم من أننا نستخدم الكثير من النظريات من الولايات المتحدة، فإننا نحاول أيضًا الخروج منها وأن نكون أكثر تحديدًا فيما يتعلق بفرنسا؛ فأن يكون المرء جزائريًا/ة في فرنسا لا يشبه كونه/ا أسود/سوداء البشرة أو باكستاني/ة، على سبيل المثال، وأحيانًا ما تكون عبارة “الأشخاص الملونون” مصطلحًا شاملًا لا بأس به لكننا نحتاج أحيانًا إلى أن نكون أكثر تحديدًا.

تختلف العنصرية التي نتعرض لها في فرنسا تمامًا وفقًا لسياق التصنيف العرقي، لا سيما بالنسبة للجزائريين في فرنسا؛ فلدينا ماض مثقل للغاية وهوية مثقلة جدًا علينا حملهما بسبب التاريخ فحسب، وبالطبع أعتقد أنه من الصعب أن يكون المرء كويريًا/ة ومن الصعب أن يكون جزائريًا/ة لكن أن تكون الاثنين معًا … يا للعجب … نفكر فيما نواجهه على منصة “إنستغرام” الآن والأمر جلي.

Tulle bra and ruff piece – Morgane Bellefet. Jewellery – Habibitch’s own.

لنتحدث عن هذا الأمر فعليًا. أنتم/ن ترقصون/ن وتبدعون/ن فنًا سياسيًا ويتفاعل الناس مع ذلك، وفي بعض الأحيان يتفاعل الناس بطريقة سيئة للغاية لا سيما في الشتات الجزائري. يمكننا رؤية ذلك على منصة “تويتر” وأشير هنا إلى ظهوركم/ن الرائع مع جان بول غوتييه، فكيف تتعاملون/ن مع ذلك؟ هل تحاولون/ن دمج هذه التجربة في عملية الرقص الخاصة بكم/ن أم تطرحونها/تطرحنها بعيدًا فحسب؟
أولًا وقبل كل شيء لا نريد الحديث عن تويتر … فهو يمثل لنا الكثير من الطاقة السلبية، فلدينا حساب على تويتر وأحيانًا يرسل لنا الناس تغريدات ولا نعرف كيف نشعر حيالها.

نحن لا نهتم فعلًا لأمر الكارهين، ونحن في استراحة قصيرة في الوقت الحالي لأن الكراهية التي تشع حرفيًا من كل جزء من كل نوع من أنواع الفاشية الموجودة مضحكة، ونحن معتادون/ات على ما يقوله الفاشيون اليمينيون وغالبًا ما يكون شيئًا مستهلكًا، مثل “عودي إلى الجزائر” وهذا شيء بدائي، لكن أحيانًا ما يكون هناك بعض الجزائريين الذين يقولون: “لا تعودي إلى الجزائر أبدًا” فنفكر أين يجب أن نذهب إذن؟ فهناك أشخاص يطالبوننا بالعودة إلى الجزائر وفي الجزائر نجد الناس يخبروننا بألا نعود أبدًا …

وعندما نقول “أشخاص” نقصد الرجال غيريي الميول الجنسية ومتوافقي الجندرية، وهناك رجال بيض يقولون لي: “أنتِ بدينة للغاية”. انتهى. هذه هي الحجة، كما لو أننا لسنا في عام 2021 وكما لو أن هذا يمكن أن يكون حجة! لقد تغير العالم وعليهم استيعاب ذلك! ثم هناك نساء بيض وأنا أعتقد أن النساء البيض يمكن أن يكن خطيرات للغاية أيضًا وعلينا الحديث عن ذلك، لكن من الصعب القيام بذلك لأن علينا مواجهة كراهية النساء المتأصلة، وهن يخبرننا على منصتنا بأننا نعادي المثليات، وهذا أمر مثير للضحك لأننا نحن نفسنا مسترجلات عتيقات، كما يقلن بأننا نساهم في ثقافة الاغتصاب بدعم النساء العابرات. لذا، لا نعتقد أن هناك شيء آخر يمكن أن يُقال لنا في الوقت الحالي.
لهذا، لا، لا نستخدم هذا في رقصنا أو فننا لأن هذا ليس ما نريد التحدث عنه، ونحن نجعله مرئيًا لأننا نعتقد أنه من الهام أن يدرك الناس أنه عندما يكون مرئيًا/ة فإن هذا لا يعني هدايا من العلامات التجارية فحسب بل الكثير من الإهانات أيضًا. على المرء أن يكون قويًا وثابتًا للغاية فهناك الكثير من ردود الأفعال والكثير من الكراهية.

Tulle top and ruff piece  – Morgane Bellefet. Leggings – New Look. Body worn underneath – South Beach. Jewellery – Habibitch’s own.

لدي سؤال لكم/ن، وإن كان بسيطًا. ما الذي يعنيه لكم/ن الوطن؟ هل هو والدكم/ن الذي نراه كثيرًا أم أصدقاؤكم/ن أم مكان أم شخص آخر؟
أنت تطرح أسئلة جيدة وتجعلننا نستمر في المقابلة لمدة أطول من المتوقع. ما هو الوطن؟ من هو الوطن؟

لم يكن الأمر سهلًا على الدوام مع أبي وكان من الصعب أن نصل إلى ما نحن عليه الآن، ونحن لا نظهر ذلك بالضرورة على مواقع التواصل الاجتماعي لأننا نريد أن نعرض قصصًا سعيدة عن الكويريين/ات من شمال أفريقيا فقد تعبنا من الأطر التعيسة والحزينة لكون المرء كويريًا/ة من شمال أفريقيا، ونحن نحاول خلق نوع آخر من التمثيل، وقد قطعت أنا وأبي شوطًا طويلًا للوصول إلى هنا ولم يكن الأمر سهلًا البتة، لكننا نعتقد أنه هذا هو الوطن.

نعتقد أن الوطن هو اللحظات النادرة التي نشعر فيها بالتوافق مع نفسي والتي نشعر فيها أننا موجودون/ات في جسدنا بالكامل، عندما لا نكره جسدنا ولا نكره نفسنا، بل أتقبلهما، والوطن هو حيث نشعر بالتوافق مع دائرة معارفنا المقربين. نعرف الكثير من الناس ونقضي الوقت معهم لكن دائرة الأشخاص المقربين لنا صغيرة للغاية وهامة جدًا لنا، وقد كان الأمر كذلك لسنوات وسنوات لأننا مخلصون/ات للغاية!

Tulle top and ruff piece  – Morgane Bellefet. Leggings – New Look. Body worn underneath – South Beach. Jewellery – Habibitch’s own.

ما هو جديد حبيبتش؟
هناك الكثير من الأشياء على الدوام وقد تكون الخطوة التالية أن نرتاح، فالراحة أمر سياسي أيضًا بسبب الرغبة في القيام بمزيد من الأشياء، والقيام بالمزيد والمزيد هو أمر ينبغي علينا الحديث عنه أيضًا، فلدينا هذا الدافع بصفتنا أشخاصًا مهمشين لأن نكون مرئيين ومسموعين ونشطين وأن يتم تقديرنا، ونعتقد أن هذا يدفعنا لنكون نشطين طوال الوقت، لكننا نعتقد أن الراحة يجب أن تكون جزءً من النشاط السياسي أيضًا لأن بوسعنا الاسترخاء أحيانًا أيضًا.

كثير من متابعينكم/ن يتبادلون نكتة حول قيامكم/ن بحملة للترشح للانتخابات الرئاسية لعام 2022، فما شعوركم/ن حيال ذلك؟
نحن متحمسون/ات لإحراقها عن بكرة أبيها فحسب.