English version here

 

تتصدى الممثلة الأردنية شيرين زعمط للحواجز الجندرية من خلال مسرحها النسوي

 

مقال لِ: أوليفيا كثبيرت
ترجمة: عمر ثابت
تصوير: د.ه.ك
تلبيس و تصميم: فادي زعمط
مكياج: يارا شوابكة
شعر: عاطف من صالون فارنك بروڤوست
الإخراج الفني: خالد عبد الهادي
العارضة (التي تتقمص دور نادية لطفي): مروى الطراونة
عمان – الأردن
شكرا ل أتش أند إم منح منصة ماي كالي بعض من متجات التجميل الخاصة بالماركة

 

في كثير من الأحيان لا يتأتى للناس مقابلة نجمهم المفضل لكن ليس هذا ما حدث مع الممثلة شيرين زعمط فلقد كانت من ضمن المحظوظين الذي تمكنوا من ذلك. ففي العام الماضي كانت في لندن كمساعد مدير في عرض ‘ملكات سوريا’، وهو عرض تقوم به 13 امرأة لاجئة والذي أحدث فيما بعد ضجة متصاعدة على مستوى المملكة المتحدة بأكملها. ففي ليلة الافتتاح التي أقيمت في مسرح يونج فيك الشهير في لندن والتي جمعت حشد متنوع من النشطاء و عشاق المسرح بل حتى عدد قليل من المشاهير والتي كان منهن الممثلة الأسترالية كيت بلانشيت، المرأة التي ألهمت شيرين لمواصلة مهنة التمثيل. تقول شيرين “رأيتها لأول مرة في فيلم ‘طريق الجنة’ في وقت مبكر من مراهقتي وأدركت حينها أني أريد أن أصبح ممثلة مثلها، ليس لأنها موهوبة فقط بل لكونها سفيرة حقوق الإنسان أيضا”.

ولدت ممثلتنا البالغة من العمر 31 عاما من أسرة متوسطة الدخل، كما لم تكن هي تلك الإنسانة الجريئة التي نراها اليوم. فها هي شيرين تحكي عن نفسها فتقول “كطفلة كنت أتلعثم و أفتقر للثقة بنفسي، لكن الدراما عالجتني من هذه الأمور”. فلقد كانت تجد في التمثيل السلوان عندما كانت الاضطرابات تعصف بحياتها الأسرية في بداية مراهقتها. تضيف شيرين قائلة: “كنت أقضي معظم وقتي وحيدة، لكن كانت هنالك تلك المعلمة التي تدرس الدراما والتي أصبحت بمثابة أختي الكبيرة والتي كانت أيضا مصدر إلهام عظيم لي”. إن كون شيرين جزء من المسرح، أعطاها ذلك الشعور بالإنتماء واكتساب الثقة بنفسها والذي يظهر جليا فيما تعرضه الآن.

الأدوار التي تستهدفها ممثلتنا تجمع بين شغفها للمسرح والنسوية، باستخدامها لخشبة كساحة للدفاع عن حقوق المرأة ومعالجة قضاياها ك التحرش الجنسي، وحرية المرأة. تضيف شيرين: “أنا لست ناشطة ولست ممثلة أيضا. فرسالتي في نهاية المطاف عن المسرح والنسوية معا، منوهة إلى تنوع النصوص في الأفلام والمسرحيات التي أنتجتها وشاركت بها”. أحد أهم الأدوار التي قامت بها كانت في تاريخ 2013 حينما كانت بجانب الممثلة الأردنية القديرة جولييت عواد في فيلم وهو فيلم قصير تم إخراجه من قبل شيرين دعيبس لعبت شيرين دور لمى الفتاة الحرة التي تواجه ضغوط العائلة لقبول عرض زواج لا تريده. القصة تكشف بوضوح القيم المتضاربة لثلاثة أجيال من النساء الأردنيات،اللاتي يتناقشن في أدوارهن ومسؤولياتهن في المجتمع الذكوري. فالنص عبارة عن صدى تجربة شيرين كفتاة نشأت في الأردن، واحباطها إزاء القيود المجتمعية المفروضة على النساء في دول المنطقة. وتضيف شيرين بأنه “حتى في الأسر الحديثة والنساء في العشرينات والثلاثينيات، لا تزال النسوة يواجهن ضغوطات هائلة ليتزوجن. هنالك شعور مستمر بأن المرأة بحاجة إلى رجل لحمايتها وتأمين مستقبلها”.

لشيرين كان التمثيل دائما وسيلة لمعالجة المواضيع التي لا يتطرق لها المجتمع ويرونها كمحرمات، كانت نوع من مواجهة الأعراف الإجتماعية التي وجدتها خانقة و جائرة بحق النساء. كطفلة كانت تستمتع بلعب كرة القدم مع أبناء عمومتها الذكور، “لطالما أردت أن أكون صبيا لأفعل الأشياء التي يمكن للفتيان القيام بها. أردت أن أصرخ وأصيح وأن تتسخ ملابسي وأنا ألعب الكرة. فقبل أن نبلغ لم يكن هنالك فرق، لكن قلبي انفطر عندما كبرت وأدركت أنه لا يمكنني اللعب مع أبناء عمومتي بنفس الطريقة التي اعتدنا أن نلعب بها.” في سن المراهقة سعت إلى الأدوار التي يمكنها أن تلعب فيها دور الرجل لتكسر التوقعات الجندرية . “ثم فكرت لماذا يجب أن أتصرف كالرجال وأتبنى الصفات الذكورية لأقوم بالأشياء التي أريد؟ لماذا لا أستطيع أن أكون نفسي وأن أحقق ما أريد في نفس الوقت؟”

On Shereen; white shirt, H&M. Full suit, BCBG Max Azria

هذا هو ثيم التصوير الذي تم إعادة تقديمه في هذا الإصدار، الذي يتسم بتفسير أكثر مرونة للجندر في إعادة تصوير مشاهد من فيلم ‘للرجال فقط’ عام 1964 من السينما المصرية الكلاسيكية. شيرين أعادت تقديم شخصية إلهام التي لعبت دورها سعاد حسني، و نادية لطفي (سلوى في الفيلم) والتي مثلت دورها عارضتنا هنا مروى الطراونة، مهندستين تم توظيفهما من قبل شركة نفط في القاهرة، تم منعهما من العمل في حقل نفط جديد بسبب جنسهم، قامت الإمرأتين بلبس ملابس مشابهة لملابس الرجال واتجهوا للصحراء ليعملوا بجانب زملائهم الذكور كنوع من التنكر حتى يبرهن أن المرأة قادرة على عمل الرجل. تقول شيرين: “بالنسبة لي هذا التصوير يعبر عن التمكين وليس الإمتثال لأمر معين كالأدوار الجندرية و التي هي مفروضة من قبل المجتمع” ثم تضيف: “لماذا يجب على المرأة أن تحقق توقعات معينة لتحصل على ما تريد؟” فهي تعرف بروح المقاومة التي تجسدها الإناث في الفيلم، “أتفق مع المقولة التي تقول إن المقاومة يمكن أن تأخذ الكثير من الأشكال وأن تقوم بما يلزم لتحقق أهدافها. كما أني لا أتفق مع فكرة أنه يجب على المرأة أن تكون قديسة لتحصل على ما تريد، لأن العالم ليس كذلك.”

​تتجه شيرين للمسرح أكثر مقارنة بأنواع أخرى من التمثيل ،اغتنام هذه الفرصة أعطاها المساحة لطرح قضايا مثيرة للجدل، وإشراك جمهورها في الأمر. “المسرح لا حدود له، إنه يعطيني المساحة لإستكشاف الاختلافات الجندرية، ويظهر بوضوح أن هذا الأمر لا ينبغي أن يكون مصدر تضييق”. كما ترى شيرين بأن تأثير المسرح هو “أكثر تأثيرا من الأفلام، إنه نوع من التفاعل النقي” فهو يعطيك نطاق أقوى وأكثر تأثيرا”. ففي العام الماضي شاركت في مشروع يدعى الوردي والأزرق” ، وهو إنتاج يستهدف الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين السادسة والثالثة عشر، مصمم لمواجهة الأفكار النمطية بين الأشقاء، وتتحدى الفكرة القائلة بأن الأولاد والبنات لهم مجالات محددة لأنشطتهم وتأثيرهم. بعد أحد العروض، قامت إحدى الحاضرات، والتي كانت مراهقة، بالبحث عن شيرين في الفيسبوك، لطلب النصح منها لإقناع أهلها للسماح لها بالعمل.

إن مثل هذه الحوادث والقصص تعزز ثقة شيرين في قدرة المسرح على تقديم طرق تفكير مختلفة وتلهمهم للتقدم. “المسرح وسيلة رائعة لرفع مستوى الوعي والوصول للجمهور. فالمسرح يمكنه أن يصبح أداة فعالة، خصوصا في سنوات المراهقة.” تقول هذا الكلام وهي تستحضر صحوتها على خشبة المسرح. فهي تملك مشاعر مختلطة حول تأثيره في الأردن، حيث أن مساحة الفنون الدرامية محدودة بسبب نقص التمويل، ودرجة الرقابة المفروضة عليه، وحجم رواده القليل الذي يميل لتقديم نفس الوجوه بين عرض وآخر. مع ذلك فإن الموهبة موجودة وتضيف: “غالبا ما يستخدم المسرح كوسيلة لمعالجة القضايا في الأردن، وهنالك بعض الجماعات التمثيلية تقوم بأشياء مثيرة للإهتمام حقا و تتناول القضايا الإجتماعية والإقتصادية الأكثر إلحاحا” مع ذلك الأردنيين ككل ليس لديهم شهية كبيرة للمسرح، مما أدى لإستهداف جمهور النخبة من المتعلمين والهواة، “نادرا ما يتم استهداف الناس عامة، فغالبا العروض ما تقدم إلى الناس أصحاب التعليم العالي الذين يملكون الأموال لذلك غالبا ما تتكرر دائرة الحضور” هذا الأمر حتما سيؤدي إلى إضعاف تأثير العروض المسرحية عوضا عن أن تصبح ذات تأثير واسع النطاق، لكن شيرين تؤمن بأن هنالك فرصة للدراما لأن تكون أكثر تأثيرا في المستقبل. كما تضيف قائلة: “نحن بحاجة للمزيد من الدعم، فالمسرح لا يملك مبادرات مثل أسبوع عمان للتصميم والتي ترعى الفن والتصميم. فالناس لا يرون المسرح كأولوية بعد .”

التمويل هو أحد القضايا الرئيسية، فأغلب الدعم يأتي من المنظمات غير الربحية، والتي لديها شروطها الخاصة بطبيعة الحال. “في الوقت الحاضر هنالك الكثير من الرقابة على المسرح هنا، وإذا أردت أن تحصل على تمويل فغالبا ما ستضطر إلى تكييف السيناريو ليتناسب مع متطلبات المانحين.” كما أن كثير من العروض يتم تقديمها في قاعات صغيرة لقائمة مختارة من الضيوف. “عادة ما تكون هذه العروض للمدعوين فقط، مما يعني أنها ليست متاحة للعامة من الناس، هكذا يتم تقييد المسرح.”

مع كل هذا، فإن المسرح في الأردن يتطور مع تزايد اهتمام الشباب والشابات بالتمثيل . فشيرين كانت في أول دفعة انضمت لدورة التمثيل والإخراج والتي تم تقديمها من قبل الجامعة الأردنية عام 2003. استغرق الأمر منها ست سنوات لإستكمال الدورة لأنها كانت كثيرا ما تتواجد خارج البلاد لتعمل مع مجموعات حول العالم في ايطاليا ومصر و السويد وأماكن أخرى متعددة لتستكشف أنماط مختلفة من التمثيل وتتعلم من مجتمعات متعددة الثقافات. ففي عام 2007 قامت بالعمل مع مجموعة إيطالية تستخدم فنون الدفاع عن النفس لتدريب الممثلين . “كان الأمر صعب جدا، لكن هذا الأمر أثر كثيرا في الطريقة التي أرى بها المسرح الآن، لقد كانت نقطة تحول بالنسبة لي.”

في الأردن وجهت هذه الخبرات للعمل مع المسرحيين المحليين أصحاب الثقل، مثل المخرجة سمر دودين في عملها “كنز رحلة طفلة نحو بستان المعرفة”، والممثلة جوليت عواد في فيلم ‘نوت أناذر ورد’ والفنانة لانا ناصر التي شاركت معها في تأسيس مجموعة مسرحية نسوية “أت” والتي هي شبكة فنانين و فنانات نسويين/ات. تسترجع شيرين ذكرياتها “أتذكر اليوم الذي تلقيت فيه رسالة الكترونية من لانا ناصر تدعوني فيها للتعاون، لقد كنت متحمسة جدا”. كانت في عمر الثالثة والعشرين في ذلك الوقت و تخرجت للتو من الجامعة، للعمل على ثلاث قصص قصيرة تستكشف حياة العديد من النسوة اللاتي حرمن من متابعة مواهبهن وأحلامهن في مجتمع يحكمه الخوف من وصمة العار.دهذا هو ثيم التصوير الذي تم إعادة تقديمه في هذا الإصدار، الذي يتسم بتفسير أكثر مرونة للجندر في إعادة تصوير مشاهد من فيلم ‘للرجال فقط’ عام 1964 من السينما المصرية الكلاسيكية. شيرين أعادت تقديم شخصية إلهام التي لعبت دورها سعاد حسني، و نادية لطفي (سلوى في الفيلم) والتي مثلت دورها عارضتنا هنا مروى الطراونة، مهندستين تم توظيفهما من قبل شركة نفط في القاهرة، تم منعهما من العمل في حقل نفط جديد بسبب جنسهم، قامت الإمرأتين بلبس ملابس مشابهة لملابس الرجال واتجهوا للصحراء ليعملوا بجانب زملائهم الذكور كنوع من التنكر حتى يبرهن أن المرأة قادرة على عمل الرجل. تقول شيرين: “بالنسبة لي هذا التصوير يعبر عن التمكين وليس الإمتثال لأمر معين كالأدوار الجندرية و التي هي مفروضة من قبل المجتمع” ثم تضيف: “لماذا يجب على المرأة أن تحقق توقعات معينة لتحصل على ما تريد؟” فهي تعرف بروح المقاومة التي تجسدها الإناث في الفيلم، “أتفق مع المقولة التي تقول إن المقاومة يمكن أن تأخذ الكثير من الأشكال وأن تقوم بما يلزم لتحقق أهدافها. كما أني لا أتفق مع فكرة أنه يجب على المرأة أن تكون قديسة لتحصل على ما تريد، لأن العالم ليس كذلك.”

On Shereen; white shirt, H&M. Be-jeweled suit, BCBG Max Azria. On Marwa; white shirt, H&M. Be-jeweled suit, BCBG Max Azria

تتجه شيرين للمسرح أكثر مقارنة بأنواع أخرى من التمثيل ،اغتنام هذه الفرصة أعطاها المساحة لطرح قضايا مثيرة للجدل، وإشراك جمهورها في الأمر. “المسرح لا حدود له، إنه يعطيني المساحة لإستكشاف الاختلافات الجندرية، ويظهر بوضوح أن هذا الأمر لا ينبغي أن يكون مصدر تضييق”. كما ترى شيرين بأن تأثير المسرح هو “أكثر تأثيرا من الأفلام، إنه نوع من التفاعل النقي” فهو يعطيك نطاق أقوى وأكثر تأثيرا”. ففي العام الماضي شاركت في مشروع يدعى الوردي والأزرق” ، وهو إنتاج يستهدف الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين السادسة والثالثة عشر، مصمم لمواجهة الأفكار النمطية بين الأشقاء، وتتحدى الفكرة القائلة بأن الأولاد والبنات لهم مجالات محددة لأنشطتهم وتأثيرهم. بعد أحد العروض، قامت إحدى الحاضرات، والتي كانت مراهقة، بالبحث عن شيرين في الفيسبوك، لطلب النصح منها لإقناع أهلها للسماح لها بالعمل.

إن مثل هذه الحوادث والقصص تعزز ثقة شيرين في قدرة المسرح على تقديم طرق تفكير مختلفة وتلهمهم للتقدم. “المسرح وسيلة رائعة لرفع مستوى الوعي والوصول للجمهور. فالمسرح يمكنه أن يصبح أداة فعالة، خصوصا في سنوات المراهقة.” تقول هذا الكلام وهي تستحضر صحوتها على خشبة المسرح. فهي تملك مشاعر مختلطة حول تأثيره في الأردن، حيث أن مساحة الفنون الدرامية محدودة بسبب نقص التمويل، ودرجة الرقابة المفروضة عليه، وحجم رواده القليل الذي يميل لتقديم نفس الوجوه بين عرض وآخر. مع ذلك فإن الموهبة موجودة وتضيف: “غالبا ما يستخدم المسرح كوسيلة لمعالجة القضايا في الأردن، وهنالك بعض الجماعات التمثيلية تقوم بأشياء مثيرة للإهتمام حقا و تتناول القضايا الإجتماعية والإقتصادية الأكثر إلحاحا” مع ذلك الأردنيين ككل ليس لديهم شهية كبيرة للمسرح، مما أدى لإستهداف جمهور النخبة من المتعلمين والهواة، “نادرا ما يتم استهداف الناس عامة، فغالبا العروض ما تقدم إلى الناس أصحاب التعليم العالي الذين يملكون الأموال لذلك غالبا ما تتكرر دائرة الحضور” هذا الأمر حتما سيؤدي إلى إضعاف تأثير العروض المسرحية عوضا عن أن تصبح ذات تأثير واسع النطاق، لكن شيرين تؤمن بأن هنالك فرصة للدراما لأن تكون أكثر تأثيرا في المستقبل. كما تضيف قائلة: “نحن بحاجة للمزيد من الدعم، فالمسرح لا يملك مبادرات مثل أسبوع عمان للتصميم والتي ترعى الفن والتصميم. فالناس لا يرون المسرح كأولوية بعد .”

التمويل هو أحد القضايا الرئيسية، فأغلب الدعم يأتي من المنظمات غير الربحية، والتي لديها شروطها الخاصة بطبيعة الحال. “في الوقت الحاضر هنالك الكثير من الرقابة على المسرح هنا، وإذا أردت أن تحصل على تمويل فغالبا ما ستضطر إلى تكييف السيناريو ليتناسب مع متطلبات المانحين.” كما أن كثير من العروض يتم تقديمها في قاعات صغيرة لقائمة مختارة من الضيوف. “عادة ما تكون هذه العروض للمدعوين فقط، مما يعني أنها ليست متاحة للعامة من الناس، هكذا يتم تقييد المسرح.”

مع كل هذا، فإن المسرح في الأردن يتطور مع تزايد اهتمام الشباب والشابات بالتمثيل . فشيرين كانت في أول دفعة انضمت لدورة التمثيل والإخراج والتي تم تقديمها من قبل الجامعة الأردنية عام 2003. استغرق الأمر منها ست سنوات لإستكمال الدورة لأنها كانت كثيرا ما تتواجد خارج البلاد لتعمل مع مجموعات حول العالم في ايطاليا ومصر و السويد وأماكن أخرى متعددة لتستكشف أنماط مختلفة من التمثيل وتتعلم من مجتمعات متعددة الثقافات. ففي عام 2007 قامت بالعمل مع مجموعة إيطالية تستخدم فنون الدفاع عن النفس لتدريب الممثلين . “كان الأمر صعب جدا، لكن هذا الأمر أثر كثيرا في الطريقة التي أرى بها المسرح الآن، لقد كانت نقطة تحول بالنسبة لي.”

في الأردن وجهت هذه الخبرات للعمل مع المسرحيين المحليين أصحاب الثقل، مثل المخرجة سمر دودين في عملها “كنز رحلة طفلة نحو بستان المعرفة”، والممثلة جوليت عواد في فيلم ” نوت انذر ورد” والفنانة لانا ناصر التي شاركت معها في تأسيس مجموعة مسرحية نسوية “أت” والتي هي شبكة فنانين و فنانات نسويين/ات. تسترجع شيرين ذكرياتها “أتذكر اليوم الذي تلقيت فيه رسالة الكترونية من لانا ناصر تدعوني فيها للتعاون، لقد كنت متحمسة جدا”. كانت في عمر الثالثة والعشرين في ذلك الوقت و تخرجت للتو من الجامعة، للعمل على ثلاث قصص قصيرة تستكشف حياة العديد من النسوة اللاتي حرمن من متابعة مواهبهن وأحلامهن في مجتمع يحكمه الخوف من وصمة العار.

Top images: On Shereen; Dress designed by Fadi Zumot. Clutch, earrings, tiara and heels by BCBG Max Azria. On Marwa; Dress designed by Fadi Zumot. Clutch and heels by BCBG Max Azria. Gloves Stylist’s own

“التقيت لانا في مقهى وأخبرتني أن أعمالي ألهمتها، ثم تقابلنا مرة أخرى كمجموعة في منزلها وقمنا بعصف ذهني لأفكارنا. لقد عرفت منذ ذلك الحين أن هذه هي رسالتي: المسرح والنسوية”. عملت شيرين مع ‘آت’، لأربع سنوات وشاركت في تنظيم العروض والمهرجان المسرحي النسوي السنوي، الأول من نوعه في الأردن، فضلا عن إنتاج وتمثيل العديد من العروض التي تراوحت بين تكييفات لأعمال عالمية معروفة كمسرحية Crave لسارة كين، واعمال محلية مستوحاة من القصص الحياتية اليومية في عّمان.

إن السرد القصصي لعب دورا أكبر في أعمالها الأخيرة ،فقد ركزت العديد منها على النزوح وتأثيره على النساء. ففي أحد المشاريع مع الأونروا (وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين)، أجرت شيرين مقابلات مع ثلاث فلسطينيات لإنتاج عنوان يحمل اسم “بكلماتهن الخاصة”، عرض في اليوم العالمي للمرأة في عام 2015. هي الآن مشغولة بوضع اللمسات الأخيرة على مخطوطاتها والإستعداد للعديد من العروض الجديدة التي سيعقد إحداها في تونس و التي تركز على مجموعة من القصص التي تعرض قضايا حقوق الإنسان. كما حصلت أيضا على تمويل من فريدا لإنتاج مونودراما استنادا إلى قصص النساء الأردنيات الشابات.

“لقد عملت لمدة خمس سنوات على هذا المشروع لذلك أنا متحمسة بأن يتحقق أخيرا.” القصص التي ألفتها شيرين تعتمد على قصص أناس حقيقيين، وتستكشف القوالب النمطية للجندر والمعايير الجنسية المتصورة والمفروضة من المجتمع، مع تحدي الهيكل الذكوري الذي يدفعهم للبقاء في مكانهم. هي تتوقع أن تكون هذه إحدى اللحظات الحاسمة لمسيرتها المسرحية في أعقاب النجاح العاصف لجولة المملكة المتحدة لملكات سوريا في عام 2015. فالمسرحية التي تضمنت 13 امرأة سورية، كلهن لاجئات ولا يملكن أي خلفية في التمثيل، تم عرضها 17 مرة على خشبات المسرح في جميع أنحاء المملكة وتلقت إشادات واسعة النطاق.

“كان دائما ما يمتلئ المسرح” تستذكر شيرين واصفة ملكات سوريا كأحد أقوى الإنتاجات التي ساهمت بها. “النساء كتبن قصصهن الخاصة وكانت جميلة لأنهن صورن قوتهن الخاصة على المسرح. قررن أنهن لا يردن أن ينظر إليهم على أنهن ضحايا بعد الآن.” في العرض كانت كل امرأة تروي التجارب التي واجهتها وعانت منها. إلى جانب ذكريات الحياة التي يفتقدونها في سوريا و تصميمهن على أن تكون قصصهن مسموعة، وأضافت “لقد أثرت على الكثير من الجماهير لأنها غيرت الطريقة التي ينظر بها الناس للاجئين السوريين وعرت الأفكار النمطية المرتبطة بهم.”

بالنسبة لشيرين، كانت أيضا فرصة لقضاء بعض الوقت في المملكة المتحدة، حيث تأمل في متابعة دراستها العليا في المسرح في السنوات القادمة. “أريد أن أذهب للخارج لبناء مسيرتي المهنية حيث لا يوجد الكثير لفعله هنا في الوقت الراهن”. مضيفة أنها تأمل أن يتغير هذا في المستقبل. “أحب الأردن وسوف أعود دائما لها. أنا أردنية وعربية هذه أصولي ولن أدير ظهري لها أبدا.”

 

شكر خاص لفندق مامايا -وسط مدينة عمان وفندق الكناري – اللويبدة لتوفيرهم للمكان 

#MyKali’s launch, issue September/October 2017, which revloves around the concept of Identity. featuring Jordanian performance artist and actor Shereen Zoumot portraying Soad Hosny in Egyptian film ‘For Men Only’ – ‘lel rejal faqat’. Photographed D.H. Make-up by Yara Shawabkeh, using H&M beauty makeup line. Hair by Atef from Franck Provost Jordan Styled by Fadi Zumot. Creative directed by Khalid Abdel-Hadi. Shirt by KENZO New layout by Ali Almasri Artworks Cover design by Atef Daglees. الإصدار الجديد لمنصة و مجلة #ماي_كالي لعدد سيبتمبر\أكتوبر ٢٠١٧ و الذي يتمحور حول مفهوم الهوية. علئ الغلاف الممثلة الأردنية شيرين زعمط، و التي تلعب دور سعاد حسني في الفيلم المصري ‘للرجال فقط’ تصوير د. ح. مكياج يارا شوابكة – باستخدام مجموعة مكياج اتش آند ام. تصفيف الشعر: عاطف من صالون Franck Provost Jordan، تلبيس فادي زعمط. اخراج فني خالد عبد الهادي. القميص الاسود في الصورة من أتش آند ام. تصميم شعار ماي كالي العربي الجديد: نزار دبور تخطيط الغلاف الجديد لماي كالي: علي المصري تصميم الغلاف: عاطف دغليس

A post shared by My.Kali Magazine مجلة ماي كالي (@mykali) on