رحلة حاسمة في حياة ناشط مثلي الجنس في القاهرة. مقابلة مع المخرجة تمارا شوغولو

 

نصف حياة (2017) هو فيلم وثائقي قصير يدمج بين السرد الشخصي لناشط مصري مثلي الجنس وبين رسوم منمقة جدا, ليعكس واقع الحياة في الشارع المصري من خلال انعكاسه الشخصي المباشر, ليشاركنا صدمة صنعت منه ناشطا في حقوق المثليين في مناخ الاجتماعي الغير مستقر والخطير والقمعي المتزايد في مصر, اجرت ماي كالي لقاء مع مخرجة الفيلم تمارا شوغولو عن وضع المثليين/ات ومزدوجي/ات الميل الجنسي وعابري/ات النوع الاجتماعي ومصححي/ات الجنس البيولوجي وكيف قدمهم فيلمها نصف حياة.

 

من تسهتفدين في فيلمك ؟ ولماذا ؟
أنتجت الفيلم بهدف زيادة الوعي بقضايا المثليين في الشرق الأوسط. العديد من أصدقائي المقربين كانوا يواجهون ضغطا للرحيل وكانوا يشعرون بعدم القدرة على مواصلة نشاطهم الحقوقي في مصر فشعرت بالحاجة والضرورة لعمل هذا الفيلم على أمل إيصال هذه القصة وغيرها من التحديات والحقائق التي يواجهها المثليين في مصر وفي أجزاء كثيرة من الشرق الأوسط إلى الواجهة.

 

الفيلم يطرح الخطر المزدوج للحكومة والمجتمع على المثليين كليهما, من تعتقدين اخطر؟
لا أعتقد أنه من الممكن فصل الحكومة عن المجتمع في هذه الحالة. أعتقد أنه في حالة مصر الأمر الأكثر رعبا هو أن الحكومة تحاول التأثير على المجتمع باستخدام المثليين كبش فداء. المثلية يتم استعدادها علنا. وقد شوهد هذا مؤخرا في حالة الطالب الإيطالي القتيل جوليو ريجيني الذي تعرض للشتم بالمصرية العامية من خلال ذكر أنه بعلاقة مع المثليين كإن هذا يبرر ما حدث له.

 

من اين تم الحصول على الإحصائيات في اخر الفيلم؟ و ما هي طبيعة التعامل مع تلك الجهة؟ (هل هناك ثقة، مساعدة، مصدر موثوق….),
حصلنا على الإحصائيات من جمعية بدايا و جمعيات المثليين في مصر التي تجمع المعلومات والإحصاءات المتعلقة بالمثليين. أعتقد أنها موثوقة جدا، نحن تحققنا منها مع الإحصائيات التابعة لمنظمات أخرى لحقوق الإنسان و وجدناها مطابقة. بالإضافة إلى ذلك، تم الإعلان عن هذه الإحصائيات من قبل مصادر أخبار رئيسية مثل قناة سي إن إن و غيرها.

 

ما الهدف من طرح موضوع الثورة في سياق الفيلم؟
الوضع السياسي الحالي مرتبط مباشرة بالثورة. أنا عشت في مصر قبل الثورة وبعدها، وشهدت التغيرات التي نتجت عنها، وخاصة في قابلية الناس للحديث. الناس أكثر انفتاحا بكثير من خلال تبادل وجهات النظر ومناقشة السياسة، وهو شيء لم نره في عهد مبارك. موجة الكراهية و الهجمات ضد المثلية هي رد فعل مباشر من الثورة. الحكومة اتهمت الثوريين بأنهم مثليون في محاولة مستمرة لتشويه الحركات المضادة. شعرنا أنه من الضروري طرح موضوع الثورة لأنها أعطت السياق للحالة الراهنة.

 

ما هو عملك القادم ؟
نحن نعمل الآن على فيلم واقع إفتراضي (VR) متتابع لفيلم نصف حياة، يركز الفيلم على ابنة عم الشخصية الرئيسية (أيضا مثلية) وتجربتها بطلب اللجوء في هولندا خلال الوضع الحالي لأزمة اللاجئين في أوروبا، ماذا يحدث عندما تشعر بأنه لا وجود لخيار أمامك سوى أن تهجر بلدك.

 

ما هو موقفك اتجاه ص المثلية الجنسية في مصر – سواء كان في فيلم أو رواية أو مقالة… ؟
أشعر بأن مجتمعات المثليين تواجه الكثير من التمييز التعصبي على المستوى العالمي. في الشرق الأوسط، في الولايات المتحدة، أو في بلدان مثل إندونيسيا حيث بدأت العديد من الأشياء التي تجري في مصر تحدث هناك. أعتقد أن الناس يجب أن يكونوا أحرار في حب من يريدون، و لا ينبغي أن تحدد كيفية معاملتهم في المجتمع بسبب هذا الخيار.

 

الا تعتقدين بأن عرض فكرة الهجرة خطر بعض الشيء وكأننا نقول بأنه لا يمكنك أن تكون مثلي ومصري في الوقت ذاته؟ وبأن الوسيلة الوحيدة لعيش حياة سعيدة هو الهجرة نحو الغرب؟ وبالتالي تشجيع المثليين على الهجرة وتفريغ المنطقة من مثلييها؟
أعتقد أنه قرار صعب للغاية بأن تشعر أنه ليس لديك أي خيار سوى ترك بلدك وكل ما هو مألوف لك حتى تشعر بالأمان. لا أعتقد أن هذا الفيلم يروج للهجرة من مصر أو الشرق الأوسط إلى أوروبا أو الولايات المتحدة. نحن في الحقيقة تركنا الجزء الذي يقول إنه حصل على اللجوء في أوروبا لأن الفيلم يركز على تحديات العيش في مصر كشخص مثلي والظروف التي تدفع شخص ما لاتخاذ مثل هذا القرار الصعب.

 

Read article in English here
صفحة فيلم نصفُ حياة على الفيسبوك هنا

HALF a LIFE / نصفُ حياة – Trailer from Ado Ato Pictures on Vimeo.