بقلم محمد نصرالله
العمل الفني: عود نصر
هذا المقال من ملف ‘الهجرة والغربة’ – هيكل العدد هنا

كتير بخطر لبالنا كلمة حرية، وبنربطها بكتير من الأحيان بالاغتراب، السفر بعيد خصوصا لأمريكا وأروربا ودول ال “الخمس نجوم” وبنظن انه الاغتراب والذهاب لهديك الدول رح يسمحلنا نحصل على الحرية ونعبر عن حالنا بكل أريحية، هاي المرة رح يكون معنا صديقنا ليوآندرو ورح يحكيلنا شوي عن تجريته مع الاغتراب والحرية و رح يشارك معنا بعض التجارب.


كيف ممكن تعرفنا بنفسك وبهويتك الجنسية؟
مرحبا، أنا ليوآندرو، عمري ٤٠ سنة إيطالي من مدينة سيسيليا جنوب إيطاليا، من عائلة كاثوليكية محافظة متوسطة الدخل، بعتبر حالي شخص بفضل الجنس المماثل عاطفيا وجنسيا، اكتشفت تفضيلي بسن ال ١٣ و أنا في إيطاليا في سيسيليا تحديدا، طبعا أنا اكتشفت تفضيلي لكن أخفيته، لأنه مش مقبول أكون مثلي في عيلة وأقارب كاثوليكيين في مجتمع محافظ، ما كان خيار الي أن أعيش تفضيلي الجنسي لدرجة أني بمراهقتي كنت على علاقة مع بنت بس عشان أكون ضمن القالب المجتمعي النمطي المغاير، بعمر ال ١٨ انتقلت للعيش في بيونوس آيرس عاصمة الأرجنتين، هناك فكرت إنه رح أكون بمدينة التحرر كونها العاصمة لدولة كبيرة، بس ما فرقت كتير، الفرق الوحيد إنه كنت بعيد عن ضغط العائلة هالشي خلاني مرتاح أكتر وبلشت بشكل بسيط وخفي وخجول أمارس حياتي الجنسية، مش بشكل علني طبعا لأنه هناك كانو يكرهو المثليين  وينعتوهم بصفات سيئة وكانت مصيبة إذا الشخص إنعرف إنه مثلي الجنس.

شو حسيت فرق بس اغتربت بالأرجنتين للدرلسة من ناحية نمط حياة وحرية؟ 
في هداك الوقت كنت حاسس بحرية كبيرة كوني بدأت أتعامل مع جنسانيتي بطريقة مختلفة عن ما كنت في سيسيليا، لكن هلأ بس أنظر للموضوع بحس أني كنت برضو قامع حالي وعايش مع سر ما كنت بدي حد يعرفه، بس بالنسبة الي بهداك الوقت كنت مبسوط عالأقل إني ما كنت بمثل شخص مغاير، نعم مخفي ميولي لكن ما بمثل العكس. 

بعد ما خلصت دراستك وين كملت؟ 
خلصت دراسة وطلعت من الأرجنتين، وانتقلت للعيش في أوروبا، بالبداية في براغ، كان عمري ٢٤ سنه، بعيد عن أهلي، عايش لحالي و مستقل ماديا، من هون بلشت أخد راحتي وما أخاف وبطلت مهووس بإخفاء ميولي، بس برضو لحد الآن ما بقدر أكون حر تماما وما اضطر أصطنع إني مغاير الميول الجنسية في بعض الأحيان حتى بأكثر الأماكن “تحررا” بالعالم ممكن أتعرض للتمييز بمكان عملي أو أي مكان تاني بسبب ميولي.

عشت حياة مثلية بمصر زي حياتي المثلية في أوروبا، بس الفرق إنه أفراد مجتمع الميم بالدول العربية عندهم قلق بينعكس ع تصرفهم وأعتقد هاد الشي سببه ضغط العائلة كونه في المجتمع العربي الشباب اغلبهم بعيشو مع أهلهم.

العمل الفني: عود نصر

برأيك، شو العامل الأساسي اللي بخليك متحرر؟
من تجربتي، ضغط العائلة هو العامل الأكبر للتخفي وعدم العيش من دون قلق، ضغط المجتمع لا يضاهي ضغط العائلة والاغتراب بيعطي حرية ببعض النواحي مش عشان في دول حرة ودول مش حرة، بس عشان في الاغتراب مافي ضغط عائلة، مافي الاحتكاك اليومي مع الأهل أو اقتراحات الزواج اليومية منهم، كل هاي الأمور بتتلاشى شوي شوي. 

شو في دول عربية عشت فيها وشو الاختلاف اللي حسيته؟
عشت بمصر وزرت الإمارات، بالنسبة اللي ما كان في اختلاف كبير، عشت حياة مثلية بمصر زي حياتي المثلية في أوروبا، بس الفرق إنه أفراد مجتمع الميم بالدول العربية عندهم قلق بينعكس ع تصرفهم وأعتقد هاد الشي سببه ضغط العائلة كونه في المجتمع العربي الشباب اغلبهم بعيشو مع أهلهم. 

شو في موقف خلاك تحس إنه مش عنجد في فرق بين الدول المتحدثة بالعربية ودول تانية من ناحية حريات وحياة مجتمع الميم؟ 
مممم، ما بدي كتير أخوض أو أعطي رأي ثابت كوني مش عربي ولا عشت فترة كافية في العالم العربي، لكن بقدر أقول إني انصدمت بس زرت مصر والإمارات، انصدمت انه بمصر إذا مشيت ماسك ايد شب ما حد بلتفت والشي يعتبر ودي لكن نفس الموقف لو صار في بعض مناطق في ميلان أو نابولي مثلا رح أتعرض عالأقل للشتم، انصدمت بس عرفت عن شارع النخلة في القاهرة اللي هو تجمع للمثليين ومافي أي مشاكل، انصدمت بس عرفت عن نوادي بيروت الليلية ومجلة ماي كالي وغيره وغيره وبالمقابل شاهدت بعيني منظر شرطة مدنية بتضرب شب أنوثي الشكل كان بحديقة عامة في إسطنبول اللي كانت بنظري إنها مدينة متحررة… حسيت إنه فعليا الإعلام والحكومات فهمتنا أنه برا دول “الخمس نجوم” مافي حياة والكل مقموع وماحدا بقدر يعيش بحرية، لكن بالحقيقة لا، ما بدي أحكي إنه حياة المثليات/ين جنة بكل العالم لأنه يمكن أجرح ناس معينين كوني ما عندي علم كامل عن الموضوع، بس اللي بقدر أحكيه إنه كله نفس البراز بالوان مختلفة، مقارنة حياة المثليات/ين فقط بناءا على الموضع الجغرافي مش عنجد مقارنة صحيحة لأنه في كتير متغيرات وامتيازات بتلعب دور.


من تجربتك في الاغتراب بعدة دول، شو الفرق بين الدول من ناحية حرية وتقبل؟
ما أعتقد أنه في مكان جنة الحرية، ممكن في الدنمارك جيرانك يتقبلو إنك مثلي الجنس بس يميزو ضدك إذا كنت أسمر أو عربي أو مسلم، وممكن بمصر جيرانك ما يحبو كونك مثلي الجنس لكن ما يميزو ضدك أو يكرهوك إذا كنت من غير لون أو من غير دين أو من غير بلد، بالعكس رح يحبوك ويرحبو فيك… بالنسبة اللي الموضوع هو اختلاف رغبات من مجتمع لتاني، كله نفس البراز لكن بألوان مختلفة.